ودعنــــــــــاك

قصيدة رثاء او نقل وداع من أب إلى أبنه الذى توفاه الله فى عمر الثمانية
ودعناك
إهداء إلى كل مكلوم فى عزيز لديه
إهداء إلى كل من وارى الثرى حبيبا إليه
إهداء إلى كل من ترك قريبا فى التراب وبكت عيونه عليه
إهداء إلى كل من فارق غاليا لن يعود إليه
ودعنــــــــــــــــــــــــــــــــاك
وداعا حبيبي لا لقاء إلى الحشر وإن كان فى قلبي عليك لظى الجمر
صبرت لأنى لم أجد لى مخلصا إليك وما من حيلة لى سوى الصبر
تراءاك عينى فى سريرى موسدا على وجهك المكدود أوسمة الطهر
براءة عينيك استفارت مشاعرى وفاضت بأنهار من الدمع فى شعرى
وكفاك حيناً تعبثان بلحيتى وحيناً على كتفى وحيناً على صدرى
أرى فمك الحلو المعطر فى فمى كما اعتدت هذا الحب من أول البر
تحاصرنى ذكراك يا ساكن القبر وتجتاح اعماقى وإن كنت فى الأسر
أراك جميلا رفلا فى حريرة بمعشابة فيحاء طيبة النشر
وتفرحنى اطيافك الخضر إن بدت مضماخة شكرا لأطيافك الخضر
وألعابك اشتاقت إليك وهالها غيابك عنها ميت وهى لا تدرى
يتامى يكسرن القلوب هوامد ولما يصل اسماعها فاجع السر
حبيبي فى شعباً ألقيت زائرا طروبا إلى اللقيا مبتسم الثغر
قعدت بحجرى والسرور يلفنى وشنفت سمعى تالياً سورة العصر
أراك تعذينى بها وتلومنى على جذع تخشاه من حادث الدهر
تمنيت لو تغنى الأمانى نظرة إلى جسد ذاو يغرغر بالبهر
تمنيت حتى وقفة عند نعشه ترد إلى نفسي الذى ضاع من صبرى
تمنيت ما نالت ألوف توجهت إلى ربها صلت عليك مع العصر
تمنيت كفا من تراب أسنها على قبرك الميمون طيب من قبرى
أبا طارق جل المصاب بفقدكم ثمانية ذهر كما الأنجم الزهر
كأنكم اخترتم زمان رحيلكمبعيدا صلاة الليل والصوم والذكر
وسلتم بصافى الدمع صافى قلوبكم فشعشع فيها النور كالكوكب الدرى